اسس علم الاجتماع
أهداف الدرس: يهدف هذا الدرس إلى تمكين الطالب من اكتساب أوليات التفكير السوسيولوجي من خلال الاستئناس بمفاهيم هذا العلم ومقارباته ورواده. والوقوف عند أهم أسسه من خلال معرفة:
مفاهيم
9/21/20251 min read


أهداف الدرس: يهدف هذا الدرس إلى تمكين الطالب من اكتساب أوليات التفكير السوسيولوجي من خلال الاستئناس بمفاهيم هذا العلم ومقارباته ورواده. والوقوف عند أهم أسسه من خلال معرفة:
* موضوع دراسة علم الاجتماع وعالقته بالعلوم الاجتماعية. علاوة على التمييز بين علم الاجتماع والتفكير الاجتماعي عموما.
* إدراك جوانب تفرد المقاربة السوسيولوجية للظواهر الاجتماعية عن باقي المقاربات في العلوم الإنسانية.
* الوقوف عند السياق التاريخي لنشأة علم الاجتماع.
* الوقوف عند أبرز مؤسسي علم الاجتماع وإسهاماتهم من خالل التمييز بين مقارباتهم لظواهر مجتمعية مختلفة.
محاور الدرس:
تقديم
1 .علم الاجتماع والعلوم الاجتماعية : سؤال الموضوع والحدود.
2 .محطات من تاريخ الفكر الاجتماعي قبل ظهور علم الاجتماع.
3 .السياق السوسيو تاريخي لنشأة علم الاجتماع *( الثوارت المعرفية ونشأة علم الاجتماع.
4 .مرحلة التأسيس وإسهامات أوغست كونت *( كونت وأهمية المنهج الوضعي في دراسة الظواهر الإجتماعية.
5 .علم الاجتماع من التأسيس إلى التقعيد: إميل دوركايم وموضعة الظواهر الإجتماعية.
6 .الفهم كمدخل لدراسة الفعل الاجتماعي: إسهامات ماكس فيبر في تجاوز المقاربة الوضعانية.
7 .من الإقتصاد الحدي إلى المقاربة السوسيولوجية لمفهوم النخبة: إسهامات فلفريدو باريتو.
* خلاصة عامة.
مراجع الاستئناس:
- عبد الرحمان ابن خلدون: المقدمة، تحقيق درويش الجويدي، المكتبة العصرية، بيروت، الطبعة الثانية، 2000.
- إميل دوركايم، قواعد المنهج في علم الاجتماع، ترجمة محمود قاسم والسيد محمد بدوي، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، مصر، 1988.
- عبد هلال ابراهيم، علم الاجتماع السوسيولوجيا، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، الطبعة الثانية، 2006.
- أنتوني غدنز، علم الاجتماع، ترجمة فايز الصياغ، مؤسسة ترجمان والمنظمة العربية للترجمة، بيروت، لبنان 2005.
- فيليب كابان وجان فرانسوا دورتيه، علم الاجتماع من النظريات الكبرى الى الشؤون اليومية، أعالم وتواريخ وتيارات، ترجمة إياس حسن، دار الفرقد للنشر، دمشق، سوريا، 2010.
- بيار أنصار، العلوم الاجتماعية المعاصرة، ترجمة نخلة فريفر، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب، 1992.
- طلعت ابراهيم لطفي، مدخل إلى علم الاجتماع، دار غريب للطباعة والنشر، القاهرة، مصر، 2009.
- Références bibliographiques
- Aron, Raymond, les étapes de la pensée sociologique. Paris. Gallimard, 1967.
- Boudon, Raymond. Traité de sociologie. Paris. PUF, 1992.
-Delas, Jean-Pierre et Bruno Milly, Histoire des pensées sociologiques. Paris. Dalloz, 1997.
- Durkheim, Emile, les règles de la méthode sociologique. Paris. PUF, 1963.
- Georges Mionois, L’Eglise et la science, histoire d’un malentendu, Paris, Fayard, 1990.
- Mendras, Henri. Éléments de sociologie. Paris. Armand Colin, 2001.
- Touraine, Alain, Pour la sociologie. Paris. Seuil,1974.
تقديم:
لم يكن التفكير في المجتمع وليد اللحظة الراهنة، بل ظل حاضرا يشغل بال الإنسان منذ أمد بعيد. وقد جرى تفسير العديد من السلوكات والممارسات الاجتماعية بمقوالت دينية غيبية في سياق هيمن فيه الفكر الالهوتي والمؤسسات الحاضنة له الكنسية في أوربا التي شكلت حجرة عثرة أمام نشوء العلم الحديث ، بكيفية عامة، من جراء تسييدها تفسيرات عززت انتشار فهم ملتبس عن العالم المحيط بنا. فهم غلف بعقائد مسيحية تقليدية، في أوربا العصور الوسطى خاصة، ساهمت في رسوخ نظرة الهوتية حول نشأة الكون وظواهره كما نجد لدى القديس توما الاكويني .
وفي مقابل هذا النمط من التفكير الالهوتي، برز نمط مغاير من التفكير في المجتمع، وضع معالمه فالسفة ومفكرون اجتماعيون، سعوا إلى التأمل في الإنسان والمجتمع، وإن ظلت مقارباتهم، في مجملها، أبعد ما يكون عن الدراسة الموضوعية لظواهر المجتمع.
لقد هيمنت الفلسفة الاجتماعية، لزمن طويل، على مختلف الانتاجات الفكرية ذات الطابع الاجتماعي. ونعثر في ثنايا ما خلفه مفكرو الاغريق والرومان وباقي الحضارات الشرقية القديمة على أعمال هامة تتناول، بكيفية تأملية، مواضيع ذات طابع اجتماعي. فمن أرسطو إلى شيشرون مرورا بمخلفات الحضارة الأوربية في العصور الوسطى وصوال إلى فلسفة الأنوار وما قدمه فلسفة العقد الاجتماعي، راكم الفكر البشري إسهامات مهمة مهدت لظهور علم الاجتماع في القرن 19 ،كعلم مستقل يعنى بدراسة الظواهر الإجتماعية.
والواقع أن تناول هذه النشأة يطرح الكثير من الأسئلة حول الكيفية التي وقعت بها وحول مبررات بروز هذا النمط من الفكر في مجال بعينه، وأسئلة أخرى لا تقل أهمية وتعقيدا. بيد أن الخوض في كل ما يثار حول تاريخ النشأة يجعل الباحث ملزما بموضعة نشوء هذا العلم الجديد علم الاجتماع في سياقه من خلال رصد الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بل والدينية، أيضا، التي مهدت النبثاق علم من هذا النوع من رحم الفلسفة. بعدما عجزت هذه الأخيرة، ومعها علوم اجتماعية أخرى كعلم الإقتصاد، عن مقاربة الأزمة المجتمعية التي لاح أفقها في أوربا خلال القرنين 17 و18 .وهو ما نفهمه من قول بول الزارسفيلد : " لم يكن السبب في نشأة علم الإجتماع كعلم مستقل ومتميز عن غيره من العلوم، بروز ميدان للدراسة خاص ومحدد، بل كان السبب في ذلك أن علوما أخرى، كانت تهتم ببعض المواضيع التي أخذت تتطلب نمطا جديدا من التفكير والمعرفة... وانطلاقا من الاهتمامات القديمة في الفلسفة السياسية أخذت تظهر وتتكشف شيئا فشيئا، في إطار هذه الفلسفة، الحاجة الماسة إلى الارتكاز على معطيات مستمدة من الواقع. إن التقصي المنظم لهذه المعطيات المستمدة من الواقع وبلورتها في مفاهيم عامة ساعدا على نشأة العلم الجديد ... يقصد لازارسفيلد علم الاجتماع.
انطلاق من هذه المقدمة، يهدف الدرس، المزمع تناوله في وحدة أسس علم الإجتماع، إلى رصد أهم مراحل تأسيس علم الإجتماع، من خلال الوقوف عند سياقات النشأة، وما يتصل بذلك من إشكالات ارتبطت بسؤال الموضوع والمنهج، وجوانب تفرد المقاربة السوسيولوجية للظواهر الاجتماعية عن باقي العلوم الاجتماعية الأخرى.
لن ندخل في جدالات تثار، في غالب الأحيان، حول المؤسس الحقيقي لهذا العلم. حسبنا في ذلك، أن العلم ال يتشكل دفعة واحدة وإنما ترتسم آفاقه وينبثق من تراكمات تأخذ بعين الحسبان ما أنتج. غير أن اسم السوسيولوجيا الذي نحته أوغست كونت لا يلغي إسهامات مفكرين اجتماعيين قبله من أهمهم ابن خلدون وألكسيس دوتوكفيل، كما لا ينفي مساهمات علماء اجتماع قعدوا لهذا العلم بعد كونت أو ساهموا بنظرياتهم وتحليلاتهم في سبر أغوار الظواهر الإجتماعية، وتبرز على الخصوص أسماء كارل ماركس، إميل دوركايم ، ماكس فيبر، فلفريدو باريتو كمنظرين كالسيكيين.
1 .علم الإجتماع والعلوم الاجتماعية: سؤال الموضوع والحدود.
إن كل تناول إبستمولوجي للمعرفة العلمية في أي مجال من المجالات علوم طبيعية أو إنسانية يجابه في البداية بإشكالات متعددة، أبرزها: مشكلة موضوع العلم وطبيعته وشكل وجوده. كما يجابه بمشكلة المنهج العلمي وعناصره المكونة وأسسه. وفي المقام الثالث، بمفاهيم العلم وقضاياه الكبرى. ولئن كانت إشكالية الموضوع تطرح بإلحاح في كل العلوم، وتفتحنا على سؤال مشروع حول عالقة الذات بالموضوع، فإنها تحضر بقوة في مجال العلوم الاجتماعية، وفي علم الإجتماع خاصة. وهو ما يفرض البحث أيضا في بناء الموضوع في أي علم علم. ذلك أن القول بضرورة وجود موضوع مكتمل يحدد للعلم وجوده قد لا يصلح لتبرير نشأة علوم معينة، كعلم الإجتماع. ما يعني أن الموضوع لا يوجد جاهزا ومكتمال دفعة واحدة، كما أنه لا يملك وجودا واقعيا مسبقا. بل ما يوجد في الواقع الإنساني، إنما هو سيل هائل من التفاصيل المتداخلة والمتعارضة أحيانا والتي تتبدى أمام الباحث في لحظة ما. من هنا، يجوز القول أن عالم الإجتماع يبني موضوع دراسته انطالقا من وقائع مكثفة ومتشعبة، لا تخضع، بالضرورة، الانسجام. لكنها تمثل واقعا قابلا لالكتشاف، وذاك ما يفهم من قول ألان تورين وهو ينتقد المقاربة الوضعانية التي تجعل عالم الإجتماع متفرجا على الواقع الاجتماعي. ويسند تورين لعالم الإجتماع مهمة اإلسهام في بناء الموضوع حيال الظواهر المشاهدة. وهو يعتقد أن عالم الإجتماع لا يجب أن يكتفي بمشاهدة ممثلين يؤدون مسرحية بل إنه يساهم في اكتشاف المسرحية التي سوف تكتب مستقبال بعد أن تكون أدوارها قد أديت، وأكثر من هذا، فهو يعمل سويّة مع الممثلين كي يتعرفوا جميعا على ما يجري فوق الخشبة.
عطفا على ما سبق، يكون الموضوع في العلوم الاجتماعية عموما، وعلم الإجتماع على وجه التخصيص، أشد تعقيدا من نظيره في علوم الطبيعة. ذلك أن الظواهر الإنسانية تظل ذات خصوصية، يستحيل معا إخضاعها لالختزال آو التصفية Filtrage ،قبل إخضاعها للدراسة، كما الحال في العلوم الحقة . والسبب عائد لما تحمله الظواهر الإنسانية من دالالت ومعاني ولما يمثله الوعي من أهمية في تكوينها.
وعلاوة على كل هذا، تجابه العلوم الاجتماعية منذ نشأتها، على الدوام، إشكالية الموضوعية. فالدارس والمادة المدروسة من نفس الجنس، بما يعني أن الإنسان يدرس الإنسان. من هنا تزداد أعباء عالم الإجتماع الذي يجد نفسه مجبرا على التصدي لكل ما يمكن أن يتسرب للموضوع من قناعات أو أحكام مسبقة، كما يصبح مجبرا على مجابهة المعرفة المباشرة أو العفوية La connaissance spontanée.
ومن الواضح أن شساعة الظواهر الإجتماعية، يجعل البحث في موضوع أي علم اجتماعي، وخاصة علم الإجتماع، يقتضي ربطه بالاتجاه الذي يتم في إطاره تصور الموضوع، وهذا ما يعني صعوبة الحديث عن موضوع واحد مجمع عليه. فموضوع السوسيولوجيا ظل محل خالف بين المتخصصين منذ بداية التأسيس. فإذا كان موضوع هذا العلم، كما نظر إليه العديد من علماء الإجتماع، يقوم على فكرة وجود اجتماع بشري يشكل وعاء لظواهر في حاجة إلى دراسة، فإن معنى الإجتماع في فهمهم يتضمن معنى الدوافع إلى الإجتماع ومعنى الروابط والعلاقات في الإجتماع ومعنى ما تنتجه هذه الروابط والعلاقات من أشكال، وأخيرا معنى المركب المختلف بخصائصه عن خصائص العناصر الداخلة في تركيبه، أي المجتمعي Le social .
يمثل " المجتمعي" Le social موضوع علم الاجتماع في معناه الفضفاض أي ما يؤمن للموضوع وحدته المفترضة. وبالمثل يمثل المجتمعي موضوعا لميدان علم الإجتماع، غير أنه يتطلب الكشف عن مضمونه وعناصره ومحاوره وقضاياه، أي يفترض تجاوز المعنى الفضفاض لصفة " المجتمعي" إلى معنى واضح ومحدد. تبعا لما سبق، ينصب اهتمام عالم الإجتماع على كل ما هو اجتماعي.
إن ما يسمى بالعلوم "الاجتماعية" أو حتى "الإنسانية"، يكرس كل منهما نفسه لفئات معينة من الظواهر، مثل القانون والاقتصاد وعلم السياسة. لكن، القول أن علم الإجتماع يركز على الجوانب الاجتماعية، يتطلب تحديد دلالة ما يقصد بالاجتماعي. ذلك أن اللفظ يظل أقرب إلى لغة الحياة اليومية.
يقودنا الجواب عن مفهوم " الاجتماعي" إلى الوقوف عند ما يعنيه إميل دوركايم " بالظاهرة الاجتماعية" التي تمثل، بحسبه، موضوع علم الإجتماع.
يقول: " إن الناس يستخدمون كلمة ـ اجتماعي ـ دون كثير من الدقة. فهم يستخدمون هذا اللفظ عادة للدلالة تقريبا على جميع الظواهر التي توجد في المجتمع، لا لسبب إلا أنها تنطوي بصفة عامة على بعض الفوائد الاجتماعية. ولكن، يمكننا القول، بناء على ذلك ، بأنه ما من حادثة إنسانية إال ويمكن أن يطلق عليها اسم " الظاهرة الاجتماعية " فإن كل فرد منا يشرب وينام ويأكل ويفكر ، وللمجتمع كل الفائدة في أن يؤدي الفرد هذه الوظائف بطريقة مطردة، ومن ثم فلو كانت هذه الأشياء ظواهر اجتماعية لما وجد موضوع خاص بعلم الإجتماع، والختلط مجال بحثه بمجال البحث في كل من علم الحياة وعلم النفس.
لقد جعل دوركايم، وهو يفصح عن ماهية الظاهرة الاجتماعية التي تمثل موضوع السوسيولوجيا، ومن خلال قواعد المنهج، لهذا العلم مهمة دراسة الظواهر الإجتماعية كما لو كانت أشياء معطاة للملاحظ الذي يفرض ذاته عليها من الخارج. وهو ما يعني معالجتها بوصفها معطى يؤسس منطلقا للعلم. وبذلك، لا يخفي سعيه إلى ضمان الموضوعية والامبريقية الضروريتين لكل معرفة علمية. علاوة على ذلك، فإنه ما انفك يلح على ضرورة التمييز بين السوسيولوجيا وموضوعاتها وباقي العلوم التي تعنى بالظاهرة الإنسانية عموما، كالتاريخ والسيكولوجيا. ومن ثم، يفهم حرصه على أن يبرهن على أهمية تفادي الخلط بين الظواهر النفسية والظواهر الاجتماعية واختزال هذه الأخيرة في الأولى. أمر دفعه إلى أن يميز بين الضمير الفردي باعتباره واقعا نفسيا والضمير الجمعي الذي يمثل واقعا اجتماعيا مختلفا عن الأول. ما يفهم منه ضرورة فرز الظواهر الإجتماعية، التي تمثل موضوعا متميزا لعلم الاجتماع، وتحديد خصائصها بدقة حتى يسهل تناولها كموضوع له حدود خاصة به تختلف عن موضوعات العلوم المجاورة. بذلك يكون دوركايم قد نجح من خلال سعيه هذا، بحسب ألان بوليكار Policar Alain ،في تكوين حقل ابستمولوجي خاص بالسوسيولوجيا. ما أكسب هذه الأخيرة وجودها وتميزها، وفصلها عن الفلسفة والتاريخ والسيكولوجيا والاقتصاد.
من هنا نستخلص تعريفه لعلم الاجتماع الذي ينطلق فيه من معيار الموضوع L'objet، جاعلا للسوسيولوجيا حقلها الخاص المميز لها عن باقي العلوم الاجتماعية، واضعا حدودا بين موضوعاتها وموضوعات هذه العلوم.
لكن في مقابل ذلك، برزت مقاربات تشدد في تعريفها لعلم الإجتماع، وتمييزها له عما عداه من العلوم الاجتماعية، على المنظور أو المنهج الذي يستعمل في دراسة الظواهر. منطلقها في ذلك أن ليس هناك موضوع سوسيولوجي في جوهره وإنما يصبح الموضوع كذلك من خلال تميز المقاربة التي يضفيها عليه عالم الإجتماع. فمن الواضح أن هنالك تشابها بل تداخال بين مجال الدراسة في علم الإجتماع ومجالات الدراسة في العلوم الاجتماعية الأخرى. وفي هذا الصدد، يشير موريس دوفرجيه Duverger Mourice أن الحدود التي تفصل بين العلوم الاجتماعية المختلفة هي حدود غير واضحة تماما، بل إنها حدود زائفة أو متصنعة وليس لها قيمة في حد ذاتها .
إن التباس الحدود الفاصلة بين العلوم الاجتماعية وتداخل الظواهر المدروسة من قبل هذه العلوم، يجعل من غير الممكن التمييز الواضح بينها وبين علم الإجتماع من خلال الموضوع، ويصبح من الضروري، كما تلح على ذلك بعض المنظورات السوسيولوجية المعاصرة، الانطلاق في هذه الحالة من منهج الدراسة ومن الرؤية التي تحكم الباحث في تناول موضوعه. وبذلك اتجهت بعض هذه المنظورات السوسيولوجية في تناول موضوعها إلى تجاوز هوس الحدود بينها وبين العلوم الاجتماعية الذي يستند إلى معيار تميز ما تتناوله، واستبدلته بالكيفية التي ترى من خلالها موضوعها وتدرسه وتفهمه، وتفهم في سياق ما يحكم منطق الفعل.
التفاعل
info@melaidi.com
+212662878411
© 2025. All rights reserved.