الشروط التاريخية والمعرفية وراء ظهور السوسويوجية بالمغرب
ظهور السوسيولوجيا في المغرب: سياق استعماري وتأثير ليوطي ارتبطت نشأة السوسيولوجيا في المغرب بشكل وثيق بالتجربة الاستعمارية الفرنسية، حيث لم يكن الهدف منها دراسة المجتمع المغربي لذاته أو من أجل تنميته الداخلية، بل جاءت كأداة لفهمه بغية التحكم فيه وتدبيره إداريًا وسياسيًا. في هذا الإطار، لعبت سوسيولوجيا إميل دوركهايم، بمناهجها الوضعية والتفسيرية، دورًا محوريًا في توجيه الفعل الاستعماري.
مفاهيم
9/22/20251 min read


ارتبط ظهور السوسيولوجيا بالمغرب بالتجربة الفرنسية خلال المرحلة الاستعمارية، حيث وجدت معها سوسيولوجيات دوركهايم إطارا للفعل واتخاذ القرار. وهذا الوجود لم يكن له أن يحدث إلاّ بفضل الماريشال ليوطي (1912-1925)، بل يمكن القول أنّ ظهور سوسيولوجة المجتمع المغربي هي نتيجة لفكره ورؤيته التي تنطلق من تصوّره السياسي، وتجربته الإدارية بالجزائر والهند الصينية ومدغشقر.
وفي ذلك يشير جورج سبيلمان (كتاب: المغربي في عهد الحماية) أنّ ليوطي لمّا كان متواجدا بالجزائر كضابط شاب ضمن الفيلق الثاني بين 1880 و 1882، وضع الأصبع على هفوات الاستعمار ونواقصه في هذا البلد، فاعتبر تجربة الجزائر لا يجب النسج على منوالها.
لذلك اعترت سياسته أثناء تولّيه لإدارة الإقامة العامّة بالمغرب، نوعا من الحذر والخوف من اعتماد الإدارة المباشرة، حيث عُرف عليه احترامه للمؤسسات التقليدية، أي احترامه للإسلام والزوايا والمخزن، وهذا الموقف سيجد صداه في الخطة العلمية التي اعتمدها، والقائمة على تشجيعه للبحث الاجتماعي بغية معرفة المجتمع المغربي في وحداته وبنياته، وذلك من خلال اعتماد مقاربة قائمة على القرب تمكّن من إمداد إدارته (الحماية) من وثائق وتقارير تمكّن من فهم طبيعة التنظيم الاجتماعي للمجتمع المغربي.
ولأجل ذلك تمّ إصدار سنة 1913 لمرسوم مؤرّخ في 13 أكتوبر يحدّد الإطار القانوني للبعثة العلمية (والتي كانت قد تأسّست سنة 1904 بكونها مكلّفة بتجميع وإعداد تقارير حول مختلف مناطق المغرب، تهمّ الجوانب الإثنولوجية والتاريخية والسوسيولوجية والاقتصادية والإدارية لمدن وقبائل المغرب، وتجميع مختلف المحاضر المعدّة من طرف ضباط وإداريي الإدارة الاستعمارية.
لكن، لماذا تمّ التركيز على الاهتمام الدقيق لمعرفة المجتمع المغربي في بنياته وعاداته وطقوسه وتنظيمه الاجتماعي؟.
يشير عبد الكبير الخطيبي أنّ هذا الاهتمام ليس نابعا من استطلاع ومعرفة ما هو غريب. إنهّ نابع من توجّه سوسيولوجي يندرج ضمن اهتمام تؤطّره سياسة علمية مهتمّة وموجّهة نحو معرفة دقيقة للمغرب من أجل غزوه وتهدئته. لذلك يمكن القول أنّ السوسيولوجيا مثلّت نموذجا للعلم الذي اشتغل مستشارا للسياسة في تجربة المغرب الاستعمارية.
وقد أسفر هذا الاشتغال على صنفين من المعرفة السوسيولوجية: الأولى، معرفة رسمية مرتبطة إداريا بالإقامة العامّة ولها أدوار سياسية يمثّلها بشكل مباشر إدوارد ميشوبيلير من داخل البعثة العلمية، والثانية، معرفة أكاديمية يمثّلها شارل لوكور. تشكّل نموذجا للسوسيولوجا العفوية.
إذن، ما هي ملامح هاتان المعرفتان؟ وكيف شكّلتا إطارا لتأسيس سوسيولوجيا المجتمع المغربي؟
التفاعل
info@melaidi.com
+212662878411
© 2025. All rights reserved.