علم الاجتماع التربية

ظهر علم الاجتماع التربية في اطار السيرورة التحولية التطورية والمعرفية والاجتماعية . ما هو اذن علم الاجتماع التربية ؟ بالفرنسية LA SOCIOLOGIE DU L’EDUCATION ؟ لان هناك بعض الباحثين يميزون بين علم الاجتماع التربية وعلم الاجتماع التربوي وهذا يوجد فيه نوع من الجدال والنقاش.

مفاهيم

9/22/20251 min read

موقع علم الاجتماع – مروان العايدي

ظهر علم الاجتماع التربية في اطار السيرورة التحولية التطورية والمعرفية والاجتماعية . ما هو اذن علم الاجتماع التربية ؟ بالفرنسية LA SOCIOLOGIE DU L’EDUCATION ؟ لان هناك بعض الباحثين يميزون بين علم الاجتماع التربية وعلم الاجتماع التربوي وهذا يوجد فيه نوع من الجدال والنقاش.

علم الاجتماع التربية او سوسيولوجيا التربية هي فرع تخصصي داخل علم الاجتماع العام , وجزء منه كذلك , يدرس الظواهر بنفس المنطق الذي يدرس به جميع العلوم الاجتماعية , لكنه يؤكد على ارتباطه اساسا بالحقل التربوي لا نه يدرس الظواهر التربوية.

اذن كيف يدرس هذه الظواهر التربوية ؟ يدرسها في ارتباطاتها الاجتماعية بحكم على انها ظواهر اجتماعية يصدق عليها ما يصدق على الظواهر الاجتماعية الاخرى وهذا ما حدده اميل دوركايم في كتابه الشهير قواعد المنهج في علم الاجتماع.

بحيث ان الظواهر بمثابة اشياء , يمكن ان نلاحظها. ثانيا انها تحدث خارج وعي الافراد , لا احد يستطيع ان يتحكم في العلاقات الانسانية , في العواطف البشرية , في العلاقات الزواج والطلاق , في الانحراف , وارادة الافراد , انطلاقا من التفاعلات انماط الاجتماعية الاخرى في الحياة الاجتماعية.

لذلك فأنها تمارس نوع من القهر الاجتماعي على الناس , بمعنى ان الظاهر موجود ابى من ابى وشاء من شاء وبالتالي تحدث بالرغم منا.

هذه السمات والمحدثات الاساسية لظواهر الاجتماعية في تعددها هي التي تمنح علم الاجتماع موضوعية معينة في مقاربة الظاهرة , بحيث ان علم الاجتماع يدرس الظواهر التربية بما هي ظواهر اجتماعية , صالحة للملاحظة والمقاربة , صالحة لان تدرس دراسة علمية كما يؤكد على ذلك اميل دوركايم , طبعا ضمن الموضوعية وحدود الموضوعية المعروفة في العلوم الانسانية.

بحيث ان في العلوم الانسانية لا توجد موضوعية مطلقة كما توجد في العلوم الدقيقة بحيث توجد موضوعية نسبية تقرب من الظاهرة فقط , باعتبار اننا لا نصل الى النتائج المتفق عليها والمحسومة كما توجد في العلوم الدقيقة.

علما ان النتائج في العلوم الدقيقة البحثة هي نفسها كذلك نسبية ’ لا نها بعد مدة من الزمان قد تطول وتقصر وحينها يتغير النسق المعرفي , وتتغير كذلك المعطيات ولكنها تظل اكثر ثباتا واكثر استقرارا في الحضور من النتائج العلوم الاجتماعية , التي يمكنها في نفس اللحظة التاريخية ان تختلف من باحث الى اخر ومن سياق الى اخر.

وكتحديد اساسي لعلم الاجتماع التربية فهو العلم الذي يدرس الظواهر التربوية بماهي ظواهر اجتماعية , اي انها ترتبط بالسياق الاجتماعي وما يفرزه المجتمع , ان نربي الناس , ان نعلمهم , ان نمنحهم خبرات ومهارات وكفايات معينة.

هذه الظواهر هي التي يتم بها علم الاجتماع التربية , وهو يهتم كذلك بدراسة التربية وعلاقتها بما يلي:

← في علاقاتها بالأشكال توسيع الثروة في المجتمع . كيف تتوسع الثروة والاستفادة في المجتمع ؟ ماهي شروطها ؟ ماهي معاييرها ؟ وكيف تأثر التربية بل التعليم والتكوين في هذه الثروة ؟ في سيرورتها وانتاجها اي من الجانب الاقتصادي . بحيث اذا اردنا ان ندرس التربية دراسة اقتصادية محضة فعلم الاقتصاد التربوي من يهتم بهذا الجانب بالذات.

← في علاقتها بأنماط توزيع السلطة والحكم والهيمنة والنفوذ في المجتمع أي في علاقتها بالجانب السياسي . كيف تأثر التربية في اعادة الانتاج وتوسيع المنظومة السياسية ؟ وكيف تاتر السياسة ذاتها بتصورها وتوجهها واكراهتها في توجيه التربية بشكل عام ؟ لان هناك علاقة جدلية في الجانب السياسي.

← في علاقتها بأشكال توسيع المعارف وتوسيع القيم وتوزيع الرموز في المجتمع , وهو ما نعني به الجانب السوسيو ثقافي بمعنى الانثروبولوجي العام . أي تلك المنظومة المتكاملة من المعارف والافكار والقيم والتصورات والرؤى لدى المجموعة او الجماعة معينة محددة في الزمان والمكان.

← في علاقتها بالجانب الاجتماعي بحيث يدرس الظواهر الاجتماعية من الجانب الاجتماعي أي هياكل اجتماعية قائمة , القبيلة , الاسرة , العلاقات الدموية والقروية والسياسية , وغير ذلك من هياكل توجد في المجتمع , من مرافق اجتماعية مؤسسات عن طريق طرح سؤال كيف يتشكل المجتمع من البنيات والهياكل؟ .

وطبعا هذه الجوانب من وجهة نظر علم الاجتماع , لا ينبغي ان ننظر اليها منفصلة عن بعضها البعض , وانما هي متداخلة متشابكة متراد بمعنى تأثر وتتأثر مع بعضها البعض كما هو الحال عندما يدرس علم الاجتماع النظام الاجتماعي برمته.

باعتباره ظاهرة اجتماعية معينة بحيث يدرسها في اطار تقاطع الجوانب الاربعة اي العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.